☀️ سلسلة النور..

 

✒️💡

أحوال القلب الباطنة ومقاماته واذواقه ومواجيده كالتوبة والخوف والرجاء والزهد والصبر والشكر والتوكل والرضا والمحبة والحياء والمراقبة والشهود.. تكلم عنها ووصفها فقهاء القلوب والنفوس وشرحوها ووضحوها ووصفوها وحكوا حال أهلها.. لكن لن تذوقها وتتحقق بها بمجرد قراءتها، فهي ليست مجرد معلومات تدخل الدماغ..

هذه الأحوال والمقامات أذواق يحس بها ويتذوقها ويتحقق بها من اشتعلت أنوارها في باطن قلبه فيصير يشعر بها ويذوقها كما يذوق الطعام بالفم ويعرف تباين مذاقات الأطعمة ، فكل مقام له طعمه ومذاقه الخاص لكن لا يتذوقه الا من تفعلت في باطنه شريحة هذا المقام.. بالضبط كالجوالات.. الهاتف اللاسلكي تشتريه من المتجر جهاز كامل مافيه عيب لكن لا يمكن أن تتصل الا اذا ركبت شريحة الاتصال، ولن تعمل شريحة الاتصال الا فعلت الاشتراك مع مزود الخدمة فترتبط الشريحة بالاثير بعد التفعيل فتتمكن من الاتصال والمراسلة..

هكذا تماما شأن هذه المقامات لابد أن يكون القلب مؤهلا لتركيب هذه الشرائح ثم لابد من تفعيلها من مزود خدمة الاتصال.. لأن هذه الأحوال عبارة عن لطائف نورانية معنوية ترد بفضل الله من عالم الملكوت.. ولكن لها أسباب ومعابر تصل منها إلى قلبك..

من اهمها: صحبة العلماء بالله الأولياء العارفين المتحققين بهذه الأحوال والذين أضاءت بواطن قلوبهم بهذه اللطائف النورانية، فمن عاشر قوما بالمحبة صار منهم، والمحبة شرط لسريان هذه الانوار، لأن المحبة انفتاح باب قلب المحب على نافذة قلب المحبوب، فمع حالة المحبة هذه وما فيها من انفتاح، اذا اشرقت الانوار من قلب هذا العالم أسفرت من نافذة قلبه حتى تدخل من باب قلب محبه المحاذي له. وهذا ما يسمى الآن: العدوى الشعورية. (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ عَلَىٰ قَلۡبِكَ}.

في ليلة البعثة هبط الأمين جبريل من عند الله من العالم الأعلى محملا بأنوار ذلك المحل فاحتضن رسولَ الله ﷺ ثلاث مرات فرجع ﷺ إلى الحنونة السيدة خديجة ترجف بوادره وينتفض جسده الشريف مما تلقاه من شحنات الأنوار التي هبطت على ساحة قلبه الانور ﷺ ، فأصبح قلبه الأطهر ﷺ محل هبوط وتنزل أنوار العالم الأعلى، فأصبح قلبه هو النافذة والمصدر لإفاضة أنوار القدس، فسرت هذه الأنوار إلى قلوب آله الاطهار وأصحابه الأبرار ثم إلى التابعين الأخيار وهكذا جيلا بعد جيل يتلقاها كل ذي قلب سليم حتى هذه اللحظة، والعلماء ورثة الأنبياء، فما زال حبل النور ممدودا متصلا من قلب إلى قلب حتى قلب رسول الله ﷺ.

(الله نور السماوات والأرض).

(قد جاءكم من الله نور وكتاب) والنور هنا هو رحمة الله للعالمينﷺ.

(ألم نشرح لك صدرك) أي فتحنا صدرك يا أيها النبي لنفوذ الأنوار.  

(مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) أي مثل نوره في قلب المؤمن.

{ یَوۡمَ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَـٰفِقَـٰتُ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ} وهذا صريح في ظهور انوار المؤمنين التي كانت مكنونة في قلوبهم لأن ذلك اليوم كما وصفه الله (يوم تبلى السرائر).


غمر الله قلوبنا بلطائف أنواره.. آمين..

تعليقات

  1. بوركت يا مولانا

    ردحذف
  2. جزاكم الله خير يا سيد وفتح الله على قلوبنا من الانوار المحمدية

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

📚 مغناطيس الأرزاق

الضنائن..